الكنوز العطرية القديمة

شهدت عطور الثمانينات والتسعينات عصراً ذهبياً من الإبداع والتجديد، إذ تفرّدت هذه الحقبة بتنوع الروائح والمكونات المستخدمة في صناعة العطور، حيث ظهرت خلالها باقة من الروائح الجريئة والمميزة التي لا زالت تنال رواجاً عالياً حتى في يومنا هذا.

تعرّف على عبق روائح الماضي، وأشهر عطور الثمانينات والتسعينات عبر هذا المقال المقدم لك من فريق Vilara perfumes.

عطور الثمانينات والتسعينات

تمثّل عطور الثمانينات والتسعينات بوابة إلى ذكريات زمنٍ أنيقٍ ومترفٍ، فهي تثير الحنين إلى حقبةٍ كانت العطور فيها تعكس تميزاً بأريجها الفريد ومكوناتها المبتكرة، مما جعلها تحتفظ برواجها إلى الآن، لا سيما لدى عشاق العطور الكلاسيكيّة الباحثين عن كنوز عطرية تستحق الاكتشاف.

أشهر عطور الثمانينات

تميّزت عطورات الثمانينات الميلادية بتشكيلة متنوعة ومبهرة من الروائح التي أصبحت رمزاً لتلك الفترة، فاتصف عطر الثمانينات بالجرأة والتفرد؛ لجمعه بين الفخامة والأناقة والجاذبية، مما أكسبه شعبية كبيرة ما زالت مستمرة حتى الآن.

وتغنّت العطور النسائية في الثمانينات بروائح جذابة ودافئة، حيث جمعت بين المسك والعنبر والباتشولي، إلى جانب الفانيليا والزهور الشرقية، ومن أشهر برفانات الثمانينات، أوبيوم من إيف سان لوران وعطر بويزن من ديور.

بينما اختلطت نفحات العطور الرجالية في الثمانينات بنغمات الأخشاب والتوابل والأعشاب، التي عكست الأناقة والرجولة بفضل توليفتها الحادة والخشبية، ومثال على أشهرها: أنيتوس من شانيل وكوروس من إيف سان لوران.

أشهر عطور التسعينات

تطورت  عطور التسعينات بشكل ملحوظ وظهرت روائح جديدة وجذابة، حظيت بشعبية كبيرة وأصبحت جزءاً أساسياً من ثقافة الموضة والجمال.

فتألقت أشهر عطور التسعينات  لا سيما النسائية منها كعطر أكوا دي جيو، وعطر ck one، اللذان نالا شهرة واسعة بفضل توليفتهم الغنية بروائح الزهور والفواكه الحمضية، مما جعلهما من العطور المفضلة لدى أغلب النساء.

وفيما يتعلق بالعطور الرجالية، نال عطر أكوا من من جيفارا، وعطر أزورو من بولغاري استحساناً كبيراً لدى معظم الرجال، نظراً لتفرّدهم بروائح منعشة ورجولية تعكس الرقي والفخامة. 

عطور الثمانينات والتسعينات النسائية

عكست عطور الثمانينات والتسعينات الخاصة بالنساء، الجرأة والتميز، فكانت تجمع بين روائح المسك والزهور الشرقية والفانيليا والتوابل، التي اكسبتها جاذبية عالية، بقيت محتفظة بها إلى الوقت الحاضر.

عطور الثمانينات النسائية

في الثمانينات، شهدت صناعة العطور تحولاً جذرياً، حيث ابتُكِرَت تركيبات جريئة وأنيقة تعكس روح العصر وتطلعاته، إذ تميّزت العطور النسائية آنذاك بروائح غنية ومعقدة، جمعت بين الفخامة والكلاسيكية، ومن أشهر عطور الثمانينات النسائية:

1- عطر جورجيو بيفرلي هيلز

جورجيو بيفرلي هيلز هو عطر زهري للنساء أطلق عام 1981م من تصميم Bob Aliano، وهو عطر فريد، يعكس الهدوء والإشراقة مثل أشعة الشمس، ناهيك عن أنّه كان رمزاً للرفاهية في الثمانينات بفضل ثباته الطويل.

يتألف  جورجيو من مقدمة عطرية تضم المشمش، زهر البرتقال، الخوخ والبرغموت، فيما ينبض قلبه بروائح مسك الروم، الجاردينيا، الياسمين، اليلانغ يلانغ، الأوركيد والورد، بينما تتركز قاعدته على البابونج، طحلب البلوط، الفانيليا، العنبر، خشب الصندل، المسك، الباتشولي والأرز.

2- عطر باريس إيف سان لوران

 باريس إيف سان لوران هو عطر زهري للنساء من الثمانينات، أطلق في باريس عام 1983،من قبل صوفيا جروجسمان تكريماً لمدينة باريس، المحبوبة لدى المصمم إيف سان لوران.

يبدأ العطر بروائح الورد والميموزا والهايسنث وإبرة الراعي، ثم يتوسطه مزيج من الورد والبنفسج والزنبق والياسمين وزنبق الوادي، وتنتهي قاعدته بروائح السوسن والمسك وخشب الصندل والعنبر والأرز، ويعد من أرقى عطور الثمانينات والتسعينات

3- عطر Ysatis Givenchy

صُمم عطر Ysatis النسائي في عام 1984 بواسطة دومينيك روبيون، المتفرّد بتوليفته العطرية المميّزة، التي لاقت استحساناً لدى أغلب النساء في تلك الفترة.

تتألف مقدمة العطر من الحمضيات والإيلنغ والجلبانوم وجوز الهند وخشب الورد والألدهيدات، فيما يفوح قلب العطر بروائح الياسمين والورد والسوسن ومسك الروم والنرجس، أما قاعدته فتتكون من المسك والعنبر والفانيليا ونجيل الهند والباتشولي وخشب الصندل والزباد. 

عطور التسعينات النسائية

حملت عطور التسعينات النسائية سحراً خاصاً، حيث تميزت بمزيج رائع من الجرأة والأناقة، لا سيما وأنّ تلك الفترة كانت غنية بابتكارات عطرية جديدة تعكس روح الاستقلال والثقة لدى المرأة.

ومن أشهر هذه العطور:

1- عطر أماريج جيفنشي

أطلق عطر Amarige عام 1991م، واستُلهِم اسمه من الكلمة الفرنسية “Mariage”، وهو عطر غني بأجمل أنواع الزهور الموجودة في العالم.

تتغنى مقدمة العطر بمزيج من الفواكه الطازجة مثل الخوخ والبرقوق والبرتقال واليوسفي مع لمسة من خشب الورد وزهر البرتقال، فيما ينبض قلبه بباقة زهرية رائعة تشمل الميموزا، وزهر البرتقال، ومسك الروم، والغردينيا، والسنط، مع لمسة من الكشمش الأسود.

بينما تتفرّد القاعدة بمكوناتها الدافئة مثل المسك، وخشب الصندل، والفانيليا، والعنبر، وحبوب التونكا، والأرز.

2- عطر سبيل باوند إستي لاودر

جرى ابتكار عطر “SpellBound” من قبل صوفيا جروجسمان عام 1991، وهو عطر شرقي يتفرّد بلمسة زهرية وجاذبية مميّزة، بفضل قلبه الرقيق والحار قليلاً، الذي يتألف من زهر البرتقال والنرجس البري والقرنفل والهيل.

لا سيما أنّ رائحته تبدأ بمزيج من الورد والحمضيات والمشمش، بينما تتكون قاعدته من خشب الصندل ونجيل الهند والفانيليا والعنبر.

3- عطر غوتشي راش

عطر “جوتشي راش” من جوتشي أطلق في عام 1999 من تصميم ميشيل ألميراك، هذا العطر يمزج بين نكهات الأزهار الغريبة، إذ يجمع بين الكزبرة والفانيليا والباتشولي ليبرز طابعه الشرقي المميز، ويمنحه ثباتية طويلة الأمد تلتف حول المرأة.

وتتألف المكونات العليا للعطر من الجاردينيا والفريزيا الجنوب أفريقية، فيما يبرز الياسمين والورد التركي والباتشولي في قلبه، وتتركز كل من الفانيليا والباتشولي ونجيل الهند في قاعدته. 

عطور الثمانينات والتسعينات رجالي

تميزت عطور الثمانينات والتسعينات الخاصة بالرجال بروائح قوية ومعقدة، تعكس أسلوب الحياة والشخصية الرجولية، فشهدت فترة الثمانينات استخدام الأخشاب والتوابل بشكل بارز.

 بينما شهدت التسعينات تطوراً نحو روائح أكثر حداثة تمزج بين الحمضيات والتوابل الدافئة مع الأخشاب الفاخرة، مما جعلها جزءاً لا يتجزأ من هوية الرجل العصري والأنيق.

عطور الثمانينات الرجالية

غلبت روائح الأخشاب الدافئة على التكوينات العطرية في عطور الثمانينات والتسعينات الخاصة بالرجال، لا سيما عطور الثمانينات الرجالية، التي سيطر على توليفاتها مزيج فريد بين خشب الأرز والصندل مع التوابل الغنية بالقرفة، مما جعلها من أفضل عطور الثمانينات والتسعينات التي تترك أثراً لا ينسى.

ومن أشهر عطور الثمانينات الرجالية:

1- عطر كالفن كلاين أوب سيسون

أُطلق هذا العطر عام 1986 م، وكان واحداً من أكثر العطور تميزاً وتأثيراً في الثمانينات، رغم أنه لم يكن العطر الأول لكلاين، إلا أنه كان من أنه كان من أنجح عطوراتهم، حيث ساهم في تعزيز مكانة العلامة التجارية في السوق، مع الإشارة إلى أنّه عطر متعدد الاستعمالات، ويناسب الاستخدام اليومي.

2- عطر ديور فهرنهايت

واحد من أنجح عطور الثمانينات والتسعينات التي لاقت رواجاً كبيراً لدى الرجال بفضل رائحته، الذي وصفته الشركة بأنّه مسك خشبي زهري.

حيث يفتتح العطر بمكونات عليا من اللافندر واليوسفي والأرز وزهرة جوزة الطيب والزعرور والبرغموت والبابونج والليمون، بينما يتألق قلبه بجوزة الطيب وزهر العسل والقرنفل وخشب البنفسج وخشب الصندل والياسمين والأرز وزنبق الوادي.

فيما تكتمل قاعدته بمزيج من الجلد وفول التونكا والعنبر ونجيل الهند والمسك والبتشول. 

3- عطر دافيدوف كول ووتر

شهد عطر دافيدوف كول ووتر شعبية كبيرة منذ إطلاقه عام 1988م وحتى يومنا هذا، لتفرّده بنغمات عطريّة فريدة تعكس أناقة وفخامة الرجل.

فتبدأ مقدمة العطر بماء البحر والنعناع والمكونات الخضراء والخزامى والكزبرة وإكليل الجبل، يأتي قلب العطر محمّلاً بنفحات إبرة الراعي وزهر البرتقال والياسمين وخشب الصندل، ثم تعقبه القاعدة المعتّقة برائحة خشب الأرز والمسك والعنبر والتبغ.

عطور التسعينات الرجالية

تفردت عطور التسعينات الرجالية بروائحها المتطورة والمتنوعة، حيث شهدت زيادة في الاهتمام بالروائح الخشبية والحمضية مع لمسات من الباتشولي والمسك، مما جعلها جزءاً من الأسلوب الشخصي والتعبير عن الذات للرجال في ذلك الوقت.

ومن أشهر عطور التسعينات الرجالية:

1- عطر إيسي مياكي لو دي إيسي

جرى إطلاق عطر إيسي مياكي لو دي إيسي في عام 1994، ووصف بأنه عطر خشبي مائي يمزج بين الطاقة الحيوية للحمضيات وعمق التوابل ودفء الأخشاب والمسك. 

2- عطر جين بول غالتييه

أُطلق هذا العطر عام 1995 واستمرت شهرته لأكثر من 10 سنوات، فقد وصفه الكثيرون بأنّه واحد من أكثر عطور الثمانينات والتسعينات رواجاً، بالإضافة إلى جمعه للنمط الكلاسيكي والفريد بآن واحد، بفضل لمساته الدافئة وكثرة الفانيليا في توليفته.

3- عطر إترنيتي للرجال

صدر عطر Eternity for Men سنة 1990 من Calvin Klein، ويبدأ بمكونات عليا منعشة تضم اللافندر واليوسفي والبرغموت والليمون، فيما ينبض قلب العطر بالكزبرة والزنبق وزهر البرتقال والياسمين وإبرة الراعي.

بينما تضفي القاعدة الدافئة من خشب الصندل والعنبر والمسك ونجيل الهند وخشب الورد البرازيلي لمسة من الرجولة الكلاسيكية.في الختام، تركت عطور الثمانينات والتسعينات توقيعها على صفحات التاريخ العطري بأناقتها وتنوعها، الممزوجة بروح الفخامة والتميز، فهي ليست مجرد عطور، بل تجارب عاطفية تحمل في طياتها ذكريات الزمن الجميل والأناقة الكلاسيكية، مما يجعلها تستحق المكانة الخاصة في عالم الجمال والتراث العطري.